المنوفية تغرق.. مياه النيل تبتلع أراضي ومنازل في “دلهمو”.. و أبو ليمون يوجه بتعويض المتضررين

خرج الأهالي في المنوفية من منازلهم يركبون القوارب بدلًا من السير على الطرق، بعد أن غمرت مياه نهر النيل أراضي ومنازل في قرية دلهمو بمركز أشمون، وسط حالة من الهلع والاستنفار الرسمي. ارتفاع مفاجئ في مناسيب المياه جعل المنطقة على شفا كارثة، ما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات عاجلة وإجراءات إخلاء فورية.
غرق أراضي ومنازل في دلهمو
شهدت قرية دلهمو بمركز أشمون غمر بعض الأراضي الزراعية والمنازل الواقعة على طرح النهر نتيجة ارتفاع مفاجئ في مناسيب المياه. وأظهرت الصور المتداولة امتداد المياه إلى المنازل والطرقات الزراعية، ما اضطر الأهالي لاستخدام القوارب كوسيلة للتنقل، وسط حالة من الخوف والارتباك بين السكان.

تحذيرات عاجلة من رئاسة المدينة
ناشدت رئاسة مركز ومدينة أشمون جميع المواطنين والمزارعين المقيمين على أراضي طرح النهر بسرعة إخلاء المنازل والأراضي، تحسبًا لغمر معظم الأراضي والمباني على جانبي المجرى.
وشددت رئاسة المدينة على عدم زراعة أي محاصيل في الوقت الحالي، والإسراع بإخلاء المنازل والمزارع حتى استقرار مناسيب المياه، ضمن إجراءات الحماية التي تهدف إلى ضمان سلامة الأرواح والممتلكات.
تأثير الفيضان على الأراضي الزراعية
أكد المهندس ناصر أبو طالب، وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، أن نحو 1074 فدانًا بالمحافظة تأثرت بارتفاع منسوب المياه، موضحًا أن عدداً من تلك الأراضي لم تكن مزروعة أساسًا.
وأشار أبو طالب إلى أن الفلاحين والمستأجرين على دراية بالمخاطر الموسمية لهذه الأراضي، وأن بعض المنازل المقامة بالمخالفة على أراضي طرح النهر قد غمرتها المياه، ما دفع الأهالي لاستخدام القوارب كوسيلة بديلة للتنقل.

خطة حكومية لمواجهة الفيضان
أعلنت الحكومة استعدادها الكامل لمواجهة أي طارئ ناجم عن الفيضان، حيث تم وضع خطة متكاملة لحماية الأراضي الزراعية والمواطنين، مع متابعة تطورات الموقف يوميًا.
وأكدت وزارة الري متابعة حركة المياه من بحيرة ناصر حتى فرعي دمياط ورشيد، وأن أي ارتفاع إضافي قد يستدعي استخدام وسائل تصريف احتياطية مثل مفيض توشكى لتقليل الضغط على مجرى النيل.
استعدادات وتنسيق بين الجهات
أكدت مديرية الزراعة بالمنوفية أن كافة الأجهزة في حالة استعداد كامل لحماية أكثر من ألف فدان من الأراضي الزراعية من الغرق، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وشددت الأجهزة التنفيذية على أن الأولوية القصوى في الوقت الحالي هي حماية الأرواح، داعية المواطنين إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية والتعاون مع فرق الطوارئ.

تصريحات وزارة الموارد المائية والري
أكد الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، خلال اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، أن فيضان نهر النيل بدأ منذ عدة أيام بزيادة كبيرة في كميات المياه، مؤثرًا سلبًا على الأشقاء في السودان.
وأوضح أن الوزارة أرسلت إنذارات لجميع المحافظين لتنبيه المتعدين على أراضي طرح النهر بضرورة الإخلاء، محذرًا من أن جميع هذه الأراضي معرضة للغمر في إطار إجراءات مواجهة الفيضان، لأنها جزء من حرم النهر.
دور التصرفات الإثيوبية في زيادة مناسيب المياه
أشار الوزير إلى أن أحد أسباب زيادة مناسيب المياه يرجع إلى التصرفات الإثيوبية الأحادية، والتي حذرت مصر منها مرارًا، ما يزيد من احتمالات الغمر في بعض المناطق.

توقعات الحكومة بشأن كميات المياه خلال أكتوبر
قال رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي إن الحكومة تتوقع زيادة كميات مياه نهر النيل حتى نهاية شهر أكتوبر الجاري مع موسم الفيضان والأمطار، مشيرًا إلى أن التصريف سيكون أكبر من المعدلات المعتادة خلال هذه الفترة من السنة.
محافظات المنوفية والبحيرة تحت المراقبة
أوضح مدبولي أن بعض المناطق، وبشكل خاص محافظتي المنوفية والبحيرة في الدلتا، ستتعرض للغمر بالمياه نتيجة استمرار تدفق المياه القادمة من السودان وإثيوبيا.
فيضان النيل يثير القلق.. والري تطمئن الأهالي: لا غرق للمدن والمحافظات
أراضي حرم النهر معرضة للغمر
أكد رئيس الوزراء أن الأراضي الواقعة ضمن حرم النيل، والمعروفة بطرح النهر، هي أراضٍ متعدٍ عليها من قبل بعض المواطنين، وأن تواجدهم فيها غير قانوني، والزراعات على هذه الأراضي موسمية بطبيعتها.

إنذارات رسمية للمحافظين
وأوضح مدبولي أن الحكومة رصدت هذه الأراضي وأصدرت إنذارات للمحافظين لإبلاغ المواطنين بزيادة منسوب المياه خلال شهر أكتوبر، حرصًا على حماية الأرواح والممتلكات من أي مخاطر محتملة نتيجة ارتفاع مناسيب النيل.
أبوليمون: حصر كافة الأراضي المتضررة وإعفائها من الإيجار السنوي
زيارة محافظ المنوفية ومتابعة جهود الإنقاذ والدعم
تابع اللواء إبراهيم أبو ليمون، محافظ المنوفية، بنفسه على أرض الواقع الأضرار التي خلفها ارتفاع منسوب مياه النيل، خاصة الجسر المؤدي إلى جزيرة أبو داوود من قرية جزي، وذلك للوقوف على حجم الأضرار ومتابعة جهود الأجهزة التنفيذية في احتواء الموقف واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، بحضور المحاسب خالد النمر السكرتير العام المساعد، ورؤساء مراكز ومدن منوف والسادات، والهلال الأحمر.
وخلال جولته، وجه المحافظ بعدة إجراءات عاجلة تضمنت:
– تعلية الجسر المؤدي إلى جزيرة أبو داوود وتزويده بالإنارة.
– حصر كافة الأراضي المتضررة وإعفائها من الإيجار السنوي بالتنسيق مع الري، وتعويض المزارعين.
– تقديم كافة أوجه الدعم اللازم للأسر المتضررة.
– استمرار عمل الأجهزة التنفيذية على مدار الساعة لرفع الجسر وتقديم الدعم اللازم للأهالي.
وأشار المحافظ إلى تنفيذ عدد من الإجراءات الاستباقية للتعامل مع الموقف وضمان استمرار حركة المواطنين بين القرى والمراكز، منها: حصر كافة مناطق طرح النهر واتخاذ التدابير اللازمة للحد من ارتفاع منسوب المياه. وقيام الوحدة المحلية لمركز ومدينة أشمون بردم ورفع منسوب طريق معدية أبو زيد بجريس بحوالي 600 طن من نواتج الهدم ومخلفات البناء، وطريق معدية القطة عزبة التفتيش بحوالي 500 طن. ورفع منسوب الطريق الخاص بمعدية الكرامة بحوالي 750 طن، ومعدية الأخماس بنحو 300 طن.
وأكد محافظ المنوفية أن غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف لحظة بلحظة، وأن الدولة لن تدخر جهدًا في مساندة المتضررين وحماية المواطنين.








